إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

عزيزة: بؤس وشقاء وراء لقمة العيش في لبنان

بيانات صحفية

عزيزة: بؤس وشقاء وراء لقمة العيش في لبنان

يلتف الأطفال أسماء (عشرة أعوام)، وأسامة (خمسة أعوام)، وحنين (ثلاثة أعوام) في بطانيات وهم يتناولون الإفطار، وهو عبارة عن قطعة صغيرة من الخبز لكل منهم. تظهر أقدامهم الصغيرة العارية من تحت الأغطية حتى وهم يرتدون كل ما يملكون من ملابس، كما أنهم مصابون بالرشح ودائماً ما يشعرون بالبرد.
7 أبريل 2014
534261c26.jpg
أسماء تحمل شقيقتها الأصغر حنين في الخيمة الباردة الموحلة التي اضطروا إلى العيش فيها.

يلتف الأطفال أسماء (عشرة أعوام)، وأسامة (خمسة أعوام)، وحنين (ثلاثة أعوام) في بطانيات وهم يتناولون الإفطار، وهو عبارة عن قطعة صغيرة من الخبز لكل منهم. تظهر أقدامهم الصغيرة العارية من تحت الأغطية حتى وهم يرتدون كل ما يملكون من ملابس، كما أنهم مصابون بالرشح ودائماً ما يشعرون بالبرد.

بعد شتاء قارس تساقطت فيه الثلوج، وأيام من العواصف الرعدية المستمرة، أصبحت الخيمة المهلهلة التي يعيش فيها الأطفال مع والدتهم "عزيزة"، ووالدهم "فرحان" مغمورة بالمياه المتسخة.

تتجمع المياه الباردة تحت السرير المؤقت الذي يجلس عليه الأطفال، والمكون من مرتبة قديمة مرتخية موضوعة على أوانٍ مقلوبة، حيث لا تختلف درجة البرودة داخل الخيمة عن خارجها.

تجمع عزيزة المياه المتسخة في دلاء كبيرة في محاولة يائسة لتجفيف المسكن.

534261ef6.jpg
عزيزة تجمع المياه المتسخة في الدلاء داخل خيمة الأسرة.

عزيزة وأطفالها لاجئون من سوريا. ليسوا وحدهم، بل يوجد حالياً مليون لاجئ مسجل في لبنان فقط.

حياتهم السابقة

منذ ستة أشهر، فرت عزيزة وأطفالها من منزلهم في إحدى القرى القريبة من مدينة الرقة بسوريا هرباً من الحرب الدائرة في بلادها. وكملايين اللاجئين الآخرين الذين عبروا الحدود منذ بداية الحرب إلى دولة الجوار، لبنان، اضطرت الأسرة إلى أن تجد مأوى لها في أي مكان ممكن.

تقول: "اعتدنا الحياة في مسكن ملائم في سوريا. لم يكن مغموراً بالمياه. كان يتألف من غرفة نوم واحدة ودورة مياه".

كان فرحان، زوج عزيزة، يمتلك قطعة أرض صغيرة في سوريا، حيث كان يربي الماشية ويزرع بعض المحاصيل، وكانت عزيزة تعمل في الحقول وقت الحصاد. كانت أسماء تداوم بمدرسة ابتدائية محلية، على أن ينضم إليها شقيقها الأصغر عندما يصل إلى سن المدرسة. ولكن عندما اندلعت الحرب، تغيرت الحياة وانقلبت رأساً على عقب.

شهدت مدينة الرقة والقرى المحيطة بها جانباً من القتال الضاري الذي دار بين القوات الحكومية والمتمردين. وكما يحدث دائماً في الحروب، يصبح المدنيون عالقين وسط تبادل إطلاق النيران مثل عزيزة وأبنائها.

عندما قُصف منزلهم الصغير، عبرت الأسرة الحدود الجبلية متوجهة إلى وادي البقاع اللبناني. وجدت عزيزة وفرحان أقاربَ لهم يعيشون في خيام في محيط مصنع بصل مهجور، وهم يدفعون حالياً 100,000 ليرة لبنانية شهرياً (حوالي 65 دولاراً) للعيش في خيمة متسخة تتسرب إليها المياه. كما أن لديهم القليل من المال ولا يقدرون على دفع مقابل الوقود اللازم للمدفأة الصغيرة التي توقد بالحطب التي أعطيت لهم للتدفئة.

5342620f6.jpg
أسماء تساعد والدتها، بينما يجلس شقيقاها الصغيران على السرير المؤقت محاولين الحصول على بعض الدفء.

تقول عزيزة: "كل من يعيشون هنا يمرون بظروف صعبة. يعمل زوجي بجمع القمامة، إلا أنه لم يحصل على راتبه لشهرين متتاليين، ومن ثم فليس لدينا مال كافٍ لنشتري الأغذية أو الحطب للتدفئة".

صراع من أجل البقاء

سُجلت عزيزة لدى المفوضية منذ شهرين، ولكن بعدما غيرت الأسرة رقم هاتفها المتحرك، لم تتمكن المفوضية من العثور عليهم لتقديم لوازم الإغاثة التي كانت ستجعل الحياة في هذه الخيمة أسهل نوعاً ما.

وعلى مدار أشهر الشتاء، وبدعم من أشخاص مثلكم، قمنا بتوزيع مئات الآلاف من البطانيات، والمدافئ، ولوازم الإغاثة على عائلات أخرى تعيش في المناطق المرتفعة. كما قمنا بعزل الخيام وأماكن الإيواء لمقاومة العوامل الجوية، ووفرنا بطاقات الصراف الآلي للعائلات لمساعدة العائلات الضعيفة في شراء الوقود اللازم للمدافئ.

ولكن، نظراً لعدم وجود مخيمات رسمية للاجئين في لبنان، ووجود أكثر من مليون لاجئ سوري مسجل حالياً في البلاد، بلغت الموارد أقصى حدود استخدامها. وتكافح المفوضية وشركاؤها لتقديم المساعدات المنقذة للحياة إلى الفئات الأكثر ضعفاً، مثل عزيزة وأبنائها.