إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

فتاة من جنوب السودان تقود أشقاءها الصغار إلى بر الأمان في أوغندا

بيانات صحفية

فتاة من جنوب السودان تقود أشقاءها الصغار إلى بر الأمان في أوغندا

كثيراً ما ينفصل الأطفال عن عائلاتهم في الأزمات الإنسانية، والمفوضية وشركاؤها في بحث دائم عن الأطفال ممن هم بحاجة ماسة إلى المساعدة.
4 سبتمبر 2014 متوفر أيضاً باللغات:
540872ac6.jpg
يايو تانغكو، في (الوسط) مع شقيقتها يوتوك التي تقف إلى يسارها. اعتنت الشقيقتان بأشقاءهما الأصغر في أوغندا.

مخيم بورولي للاجئين، أوغندا، 4 سبتمبر/أيلول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - عندما وصلت يايو تانغكو، وهي في الثالثة عشرة من عمرها، إلى تجمع بورولي للاجئين في أوغندا، في وقت سابق من هذا العام مع أخوتها الأربعة الصغار، كانت تخشى الأسوأ في ما يتعلق بوالديها المفقودين. وقالت هذه المراهقة من جنوب السودان لعمال الإغاثة: "لقد لقيا حتفهما، وإلا لأتيا للبحث عنا."

ولكن تبين أنها كانت مخطئة، فقد اجتمع الأولاد ثانيةً بوالدتهم في نهاية المطاف. ولكن ما أثار إعجاب موظفي المفوضية هو قوة الفتاة وإصرارها على إيصال أختها وإخوتها الثلاثة إلى بر الأمان بعد أن نشب الصراع بين القوات الحكومية والمتمردين في جنوب السودان في نهاية العام الماضي.

عندما بلغ القتال مقاطعة بيبور حيث كانوا يعيشون، كان الوالدان في السوق. انجرف الأطفال، الذين ظلّوا معاً بفضل يايو، في سيل الهاربين من جونقلي إلى أدجوماني ومناطق أخرى من شمال أوغندا.

أمضوا أياماً من المسير، وتناوب الأكبر سناً على حمل بابور، وعمره عامان، كلما أنهك من المشي. تقاسم لاجئون آخرون الطعام مع الأطفال وحمَوهم إلى أن وصلوا إلى المعبر الحدودي في إليغو حيث تم نقلهم إلى مركز العبور في دزايبي.

في الحالات الطارئة كهذه، تبحث المفوضية وشركاؤها دوماً عن الأطفال الذين يسافرون بمفردهم أو المفصولين عن ذويهم. ففي فوضى الفرار، يتوه الأولاد عن عائلاتهم بسهولة، والأطفال، بشكل خاص، هم الأكثر ضعفاً في النزوح الجماعي للسكان.

وصلت يايو وإخوتها الصغار الذين هم في عهدتها مرهقين إلى دزايبي، غير أنهم شعروا بالراحة لابتعادهم عن الخطر. ولكن الحياة في مركز العبور المكتظ كانت صعبة. وفي أوائل شهر فبراير/شباط، وبعد مضي شهر تقريباً على وجود الأطفال في دزايبي، تم نقلهم إلى تجمع بورولي للاجئين حيث قدمت منظمة أنقذوا الطفولة لها قماشاً مشمعاً لمأوى بسيط.

وقام الاتحاد اللوثري العالمي، ومقره جنيف، وهو شريك آخر للمفوضية، بتعيين وصي عليهم يدعى كيثو، وهو من الجماعة العرقية نفسها التي ينتمي إليها الأطفال، وقد بذل الكثير في سبيل مساعدتهم وتأمين المشورة لهم. ولكن تعين على يايو وشقيقتها يوتوك، البالغة من العمر 11 عاماً، أن يكبرا قبل الأوان لرعاية أشقائهما.

إلا أن الأطفال، وعلى الرغم من حصولهم على مساعدات مهمة من منظمة أنقذوا الطفولة والاتحاد اللوثري العالمي، لم يكونوا يحصلون على الطعام الكافي، كما أنهم كانوا يعانون لطهي ما لديهم من الطعام على النار في العراء. كذلك، فالقماش المشمع لم يكفِ لحمايتهم من الأمطار التي بدأت تهطل في شهر مارس/آذار، كانوا بحاجة إلى شيء أكثر متانة.

وعندما نفد طعامهم (الذي كان مكوناً من البقول والعصيدة بشكل أساسي)، اعتمد الأطفال على سخاء جيرانهم. التقى موظفو المفوضية الأطفال للمرة الأولى في شهر فبراير/شباط وكانت معاناتهم واضحة. رأوا بابار يمضغ الأوغالي، وهي نوع من العصيدة المصنوعة من دقيق الذرة، ولكن كانت علامات سوء التغذية بادية عليه.

أحضر أحد موظفي التغذية التابعين للمفوضية لهم البسكويت المدعم والملابس والبطانيات، وأحال بابار إلى عيادة حتى يحصل على علاج لسوء التغذية.

وتعاونت المفوضية مع الاتحاد اللوثري العالمي لبناء مسكن تقليدي يعرف بـ"التوكول" للأطفال. وقدمت منظمة أنقذوا الطفولة لهم قماشاً مشمعاً جديداً وبطانيات وفرشاً وملابس وأدوات مطبخية ومستلزمات الصحة والصحة العامة، كما عرفتهم بأطفال آخرين وأمنت لهم منطقة خاصة للّعب. وقالت يايو التي كانت لا تزال تفتقد أهلها: "نحن نشعر بالأمان الآن. نستطيع الخروج واللعب."

بدأت المفوضية وشركاؤها، بمن فيهم جمعية الصليب الأحمر الأوغندي واللجنة الدولية للصليب الأحمر، العمل على تتبع أفراد العائلة. ولكن يايو أثبتت مجدداً حسن المبادرة عندما طلبت من لاجئ قرر العودة إلى جنوب السودان أن يأخذ معه بابور وكوبرين - البالغ من العمر خمس سنوات - في شهر مايو/أيار للتحقق مما إذا كان يستطيع أن يجد أحداً من أقاربهم يستطيع رعايتهما.

وبعد أسابيع قليلة اجتمع الولدان بوالدتهما، ماري، في موقع للنازحين داخياً في جنوب السودان. وتكلمت يايو مع والدتها عبر الهاتف، وفي أوائل شهر يونيو/حزيران، انتقلت ماري والولدان إلى بورولي. أما الأب، فهو يقاتل في صفوف الجنود، بحسب ما أُفيد.

يستفيد الأطفال الصغار من برامج الحضانة التي تقدمها منظمة أنقذوا الطفولة، ولكن يايو لا تستطيع أن تذهب إلى المدرسة بعد لأنه يتيعن عليها أن تساعد في الاعتناء بالعائلة. ولكن، ومع عودة والدتها، قد تستطيع البدء بالدراسة في وقت قريب.

يساعد وجود معظم أفراد العائلة معاً في تعويض مشقات اللجوء، فعلى الأقل، هم يشعرون بالأمان ويستطيعون أن يأملوا في الحصول على مستقبل أفضل في بلد يمنح اللاجئين قدراً كبيراً من الحرية. وتضم أوغندا حالياً حوالي 400,000 لاجئ، منهم 137,000 من جنوب السودان.

بقلم دوروثي لوسويتي في مخيم بورولي للاجئين، أوغندا