إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

مكعبات الليغو تساعد الأطفال السوريين في لبنان على بناء ثقتهم بأنفسهم

بيانات صحفية

مكعبات الليغو تساعد الأطفال السوريين في لبنان على بناء ثقتهم بأنفسهم

تدير المفوضية وشركة ليغو برنامجاً يهدف إلى مساعدة الأطفال الذين يعانون من صدمات نفسية مثل محمد على استعادة ثقتهم بأنفسهم ومتعة اللعب مع الآخرين.
16 أكتوبر 2014 متوفر أيضاً باللغات:
543fb5a56.jpg
أطفال سوريون يبنون برجاً من مكعبات الليغو خلال تدريب على بناء الفريق وحل النزاعات في لبنان.

بيروت، لبنان، 16 أكتوبر/تشرين الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - يجلس محمد* البالغ من العمر ثلاثة عشر عاماً، ورمضان* البالغ من العمر اثنيْ عشر عاماً في أحد مراكز الشباب في بيروت وجهاً لوجه، ويتبادلان الأدوار لإضافة مكعب ملون من الليغو على البرج الذي يرتفع تدريجياً أمامهما.

ولكن ذلك ليس مجرد لعبة بالنسبة إلى هذين الفتيَيْن اللذين هما من بين 520,000 طفلٍ سوري أُجبروا على الفرار من منازلهم والبحث عن مأوى في لبنان منذ اندلاع الأزمة السورية في العام 2011، ومعظمهم منفصلون عن ذويهم أو يعيشون بمفردهم مثل محمد. وتساعد المكعبات البلاستيكية التي يمكن تركيبها فوق بعضها البعض هذَيْن الفتَيَيْن على التعويض عن طفولتهما الضائعة وتعزيز ثقتهما بنفسَيْهما وتواصلهما مع الآخرين.

عندما فرّ محمد من منزله في مدينة إدلب السورية، ترك طفولته وراءه. وقال هذا الفتى المراهق للمفوضية: "أتيتُ إلى لبنان في العام 2012 وأمضيتُ أربعة أشهر أعيش في الشوارع بمفردي. تعلّمت كيف أعتني بنفسي. واعتدتُ على العمل والنوم أينما وجدتُ مأوىً لي".

على الرغم من أن هذه القصّة قد تبدو مزعجة إلا أنّها شائعة. ولكنّ محمد محظوظ لأنه الآن أحد أفراد مجموعة مؤلفة من 15 فتىً وفتاةً سوريين يتعلّمون كيفية العمل معاً، والتعافي من الصدمات النفسية، وإعادة بناء ثقتهم بأنفسهم، وتكوين أصدقاء جدد، واستعادة مرح التعلّم واللعب في إطار برنامج تنظمه المفوضية وتموّله شركة ليغو.

وصرحت كيم هشمي، عاملة الإغاثة المحلية في هذا المركز الشبابي في بيروت ومعلّمة محمد، قائلةً: "تغيّر محمد كثيراً. كان خجولاً جداً كما أنه كان يمضي الوقت بمفرده خلال الأسابيع القليلة الأولى. كان يعاني أيضاً من بعض المشاكل في النطق. أما الآن، فيبدو وكأنّه شخصٌ آخر؛ وهو واثق من نفسه ومتعاون ويقدم المساعدة للآخرين ويندمج بصورة جيدة جداً مع الأولاد الآخرين. نحن نؤمن بأنّ مستقبله سيكون باهراً".

يرتكز المشروع المشترك بين المفوضية وشركة ليغو على المبادئ الأساسية التي تنص على حق الأطفال كافة، بمَن فيهم النازحون قسراً، في اللعب والتعليم. وقد خضع عمال الإغاثة المحليون مثل هشمي للتدريب من أجل إرشاد الأولاد في الأنشطة التي يتم فيها استخدام مكعبات الليغو التي تبرعت بها الشركة.

وبالنسبة إلى محمد، ساهمت جلسات اللعب بشكل كبير في مساعدته على بناء ثقته بنفسه وتطوير مهارات أساسية أخرى. وأفاد هذا الفتى المراهق قائلاً: "كان للجلسات التي تم تنظيمها هنا ومكعبات الليغو دور كبير ساعدني في التعبير عن نفسي".

وأضاف محمد قبل أن يقوم بدوره بتركيب مكعب ليغو آخر فوق البرج بعد صديقه رمضان قائلاً: "لم أعتقد أنّني سأحبّ مكعبات الليغو في البداية، ولكنّني الآن أرى ما يمكنني القيام به من خلالها، وأنا أحبّها فعلاً. ولو أتيحت لي الفرصة، لن أرفض قضاء يوم كامل وأنا ألعب بمكعبات الليغو".

وشرح قائلاً: "نحن نحاول بناء برجٍ متين وثابت". بدا الأمر وكأنّه بمثابة متعة واضحة، ولكن كيم أشارت إلى أن التمرين يركّز على تشكيل الفرق وحلّ النزاعات مما يساعد هؤلاء الأولاد على بناء ثقتهم بأنفسهم وتعزيز تفاعلهم مع بعضهم البعض.

وقالت كيم التي تعمل لدى جمعية "حماية"، وهي منظمة غير حكومية لبنانية: "بينما يبني الأولاد البرج، نطلب من كلّ واحدٍ منهم ذكر ميزة إيجابية يتمتع بها الطفل الذي يجلس بجانبه. وكلّما ازداد عدد الميزات الإيجابية المذكورة، كلّما ارتفع علو البرج".

وأضافت: "يكون الأطفال خجولين في بعض الأحيان. فبعد كلّ التجارب التي مرّوا بها، قد يجد البعض منهم صعوبةً في ذكر ميزة إيجابية عن شخص غريب، ولكنّنا نطلب منهم أن يفكّروا عميقاً لأنّنا متأكّدون من أنّهم سيعثرون على ميزةٍ ما تعجبهم في الشخص الآخر كصوته أو شعره أو أي شيء آخر. وغالباً ما تكون هذه نقطة البداية".

وكلما كان البرج يرتفع بصورة تدريجية، كلما كانت ثقة الأولاد بأنفسهم تتعزز بشكل أكبر. ويؤكّد محمد: "كنتُ خجولاً ولم أكن قادراً على التحدّث مع أحد. ولم أكن في الواقع أثق بنفسي حتى أتمكن من الاقتراب من الآخرين. أما الآن فأنا أقوى".

وفي تمرينٍ آخر، طلبت كيم وزملاؤها من الأولاد أن يقوموا بحركة محدّدة بأيديهم عندما يرون مكعباً بلون مختلف. وشرحت قائلةً: "اللون الأصفر يعني صفّق بيدَيْك، والأخضر يعني صفّق بيدَيْك على قدميك. أمّا الأحمر فيعني عانق نفسك". وبالتالي، ساعدت هذه الجلسة على كسر الجليد وحثّ الأطفال على اللعب بسعادة من جديد، الأمر الذي لم يختبره معظمهم منذ فترةٍ طويلةٍ.

وأضافت أنّه في إحدى الألعاب الأكثر فعالية، كان يطلب من الأولاد ربط لون معيّن بشيءٍ ما يحبّونه أو يكرهونه. وقد قالت: "بهذه الطريقة يربط الأطفال مشاعرهم بحالات مختلفة ويصبحون أكثر ميلاً أو قدرةً على التحدّث عنها".

وشدّدت كيم قائلة:" تُعتبر مكعبات الليغو والجلسات التي ننظمها وسيلةً مهمةً بالنسبة إلينا للتعامل مع الأولاد وبخاصة أولئك الذين يجدون صعوبةً في النطق بسبب الصدمات النفسية التي شهدوها أو عانوا منها".

*تمّ تغيير الأسماء لأسبابٍ متعلّقة بالحماية

بقيم روان الكيات في بيروت، لبنان