إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شقيقتان في سوريا تعبران عن عرفانهما لتفاني والدتهما في تربيتهما

بيانات صحفية

شقيقتان في سوريا تعبران عن عرفانهما لتفاني والدتهما في تربيتهما

شاركت شابتان في دورات تديرها منظمة غير حكومية محلية شريكة للمفوضية، وتعملان حالياً كمدرستين. وقد ساعدتا في دفع تكاليف جراحة في القلب خضعت لها والدتهما.
8 يونيو 2015 متوفر أيضاً باللغات:
5575b73b6.jpg
أطفال نازحون يلعبون في مركز مجتمعي. يُعتبر الرابط بين الأمهات، كأمل، وأولادهن بالغ الأهمية.

دمشق، سوريا، 8 يونيو/حزيران (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - في وقت مبكر من كل صباح، تستيقظ أمل*، وهي أم عازبة، لتساعد أطفالها في الاستعداد للذهاب إلى المدرسة وتتمنى أن يكونوا بأمان بعيداً عن أي تهديد مباشر للصراع.

وصلت المرأة التي تبلغ من العمر 42 عاماً إلى العاصمة السورية قبل نحو عام، بعد رحلة طويلة ومحفوفة بالمخاطر على مدى الأعوام الأربعة الماضية من منطقة الحجر الأسود حيث كانت تقيم في جنوب دمشق. رأت أمل زوجها للمرة الأخيرة منذ ثلاثة أعوام، وهي تعيش منذ العام الماضي في مخيم خان دنون، مع أطفالها الثمانية، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و21 عاماً.

تقول: "لم نسمع أية أخبار عن زوجي منذ أن فُقد. وجدتُ نفسي مسؤولةً عن تربية ثمانية أطفال بمفردي. ولطالما حاولت أن أعوض لهم عن غياب والدهم لكي لا يشعروا بالخسارة." تتجنب أمل الحديث عن فرارهم من منطقة الحرب أو عن اختفاء زوجها، وقدعملت بجهد لتوفير الطعام والاحتياجات الأساسية لأطفالها. وتضيف: "كسبت رزقي من تنظيف المنازل، والحياكة، والتطريز. حاولت أن أكسب ما يكفي من المال لكي أؤمن لأطفالي ظروف عيش شبيهة بتلك التي كانوا يعيشونها في البيت."

وقد ازداد وضع أمل صعوبةً بعد تدهور وضعها الصحي وإصابتها بمرض السكري وباضطراب في القلب. فاجتمع أطفالها ووجدوا وظائف لجمع المال الضروري لإخضاعها لجراحة طارئة في القلب.

تطوعت اثنتان من بناتها، وهما رشا* البالغة من العمر 22 عاماً، وهي طالبة علم نفس، وروعة البالغة من العمر 19 عاماً وهي طالبة في المدرسة الثانوية، للعمل في منظمة غير حكومية محلية وهي جمعية الندى التنموية، التي تقدم دورات تدريب مهني ودورات علاجية في مخيم خان دنون، بدعم من المفوضية. وتعمل الفتاتان حالياً كمدرستين.

وبالمال الذي حصلتا عليه، تمكّنت أمل من الخضوع أخيراً للعملية الجراحية في القلب. وقالت: "عندما قالتا لي إنه يتوجب عليّ إجراء العملية، وإنهما ستساعدان في دفع تكاليفها، غمرتني الفرحة. فالفتاتان اللتان كانتا يوماً صغيرتين، أصبحتا اليوم ناضجتين وتهتمان بي."

وبعد أن تعافت من العملية، استعادت أمل، التي كانت تحلم بأن تصبح صيدلية، نشاطها السابق وهي تقدّم المشورة والمساعدة العملية للنساء في المخيم.

وتقوم المفوضية، إلى جانب جمعية الندى التنموية، المنظمة غير الحكومية الشريكة، بدعم العديد من الأنشطة للنساء والأطفال. وتشمل الأنشطة دورات علاجية، ودورات تدريب مهني، ودعم نفسي واجتماعي وأنشطة ترفيهية. ومنذ شهر أغسطس/آب الماضي، استفادت 450 امرأةً من التدريب المهني. ويتم أيضاً توفير منح متواضعة لبدء مؤسسات صغيرة.

تشعر أمل بالفخر لما حققته من إنجازات لعائلتها وتأمل أن يعودوا يوماً ما إلى منزلهم ويستعيدوا حياتهم. "مهما حاولنا تخطي الصعوبات، لا يمكننا مقارنة حياتنا اليوم بحياتنا في الماضي."

* تم تغيير الأسماء لأسباب تتعلق بالحماية

بقلم قصي علزروني في دمشق، سوريا