إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

شغف الطهي وإعادة التوطين يمنحان أسرة سورية حياة جديدة في أمريكا

قصص

شغف الطهي وإعادة التوطين يمنحان أسرة سورية حياة جديدة في أمريكا

وجدت عائلة شابة أملاً جديداً بينما تستعد لحياة جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية.
7 ديسمبر 2015 متوفر أيضاً باللغات:
565d51a66.jpg
الطاهي السوري محمود وزوجته رشا يتصوران مع أولادهما الأربعة في منتزه محلي في العاصمة الأردنية عمان.

عمان،3 ديسمبر/كانون الأول (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين) - بينما ينظم محمود حاجياته القليلة استعداداً لبداية جديدة في الولايات المتحدة الأمريكية، هناك شيء وحيد يرمز إلى الحياة التي تركها وراءه في سوريا والحياة الجديدة التي يأمل في بنائها في الولايات المتحدة الأمريكية: إنه لباس الطهي الخاص به.

كان محمود، وهو أب لأربعة أولاد، يملك مطعماً شعبياً مع شقيقه في حمص، ولكن مع تصاعد القتال في غرب سوريا في أواخر عام 2011، اضطرإلى إغلاقه والفرار إلى الأردن المجاورة بعد دمار مطعمه العائلي ومنزله جراء سقوط قذيفة.

كانت حياة اللجوء خلال الأعوام الأربعة الماضية صعبة على محمود، البالغ من العمر36عاماً، وعائلته الشابة. ونظراً لعدم تمكنه من العمل بشكل قانوني، واجه مشاكل مالية كبيرة وفقد الأمل بأن يتحسن وضعهم. ويقول: "لسنا بخير. هذه الحياة ليست مستقرة لأولادنا ولا نرى مستقبلاً لنا هنا".

أعطت مكالمة هاتفية في عام 2013 محمود أملاً بمستقبل بديل عندما أبلغته المفوضية بأنه سيتم النظر في إعادة توطينه هو وعائلته في الولايات المتحدة الأمريكية. وبعد عملية الطلبات التي استمرت لأكثر من عامين، باتت العائلة الآن في طريقها إلى منزلها الجديد في مدينة ممفيس في ولاية تينيسي.

وعلى غرار المستهدفين البالغ عددهم 6,500 لاجئ سوري والذين قدمت المفوضية في الأردن طلبات لإعادة توطينهم في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015، خضع محمود وعائلته لعملية اختيار وفحص مكثفة قبل الوصول إلى هذه المرحلة. وشملت الفحوص الأولية التي قامت بها المفوضية التحقق من الوثائق والتحقق منهم بواسطة نظام بصمة العين للتأكد من هوية مقدمي الطلبات وتقييم أوجه الضعف لتأكيد استحقاقهم لإعادة التوطين.

بعد ذلك، يخضع المرشحون الذين تختارهم المفوضية لفحص مطول من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة الأمن الداخلي ووكالات فدرالية أخرى في الولايات المتحدة. وعملية التدقيق هذه - المنصوص عليها في دليل وضعه البيت الأبيض - هي أكثر صرامة من تلك المفروضة على أي فئة أخرى من المسافرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تهدف إلى تحديد الأشخاص الذين يمثلون خطراً أمنياً محتملاً.

قبل المغادرة، يخضع مقدمو الطلبات الذين تم قبولهم لدورة توجيه ثقافي لمدة خمسة أيام لإعدادهم للحياة في وطنهم الجديد وتغطي هذه الدورة قضايا مثل التعليم المدرسي والرعاية الصحية والعمل.

ولدى وصولهم، تستقبلهم وكالات إعادة التوطين المحلية التي توفر لهم السكن والدعم المادي لفترة أولية من ثلاثة إلى أربعة أشهر، فضلاً عن دورات في اللغة كما أنها تساهم في العثور على عمل.

يتوقع محمود مواجهة بعض التحديات الأولية في الطريق إلى الاستقرار، لا سيما في ما يتعلق باللغة، لكنه يقول بأن عائلته عازمة على الاندماج بأسرع وقت ممكن في حياتها الجديدة. كان هو وزوجته رشا يتعلمان معاً المصطلحات والعبارات الأساسية باللغة الانكليزية في المنزل باستخدام تطبيق ذكي.

يقول محمود بأنه يتفهم مخاوف بعض الأشخاص تجاه قبول اللاجئين في بلدانهم وعبّر عن امتنانه للحصول على فرصة لمحاولة إثبات أن هذه المخاوف ليست في مكانها. وأضاف: "رباني والدي على أن أكون شخصاً صالحاً. سنحترم القوانين والثقافة الأمريكية ونريد أن نكون قادرين على المساهمة من خلال العمل الجاد".

يأمل محمود أن يتيح له ذلك مجدداً ارتداء زي الطهي الأبيض الخاص به ونقل طعم المطبخ السوري العريق إلى الولايات المتحدة: "أريد أن أعرّف الأمريكيين على أطباق جديدة".

بقلم شارلي دونمور في عمان، الأردن