إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

أطفال وحيدون يفرون من الحرب في اليمن بحثاً عن الأمان في أرض الصومال

قصص

أطفال وحيدون يفرون من الحرب في اليمن بحثاً عن الأمان في أرض الصومال

واحد من كل ثلاثة يمنيين يصلون إلى بر الأمان في أرض الصومال فُصلوا عن أسرهم أثناء فرارهم، ومن بينهم أطفال ومراهقون ومسنون وذوو إعاقة ومرضى.
20 يناير 2016 متوفر أيضاً باللغات:
568156336.jpg
المفوض السامي للأمم المتحدة فيليبو غراندي يلتقي عائلة في مخيم الزعتري للاجئين في الأردن.

هرغيسا، أرض الصومال/الصومال، 11 يناير/كانون الثاني (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- كانت اليمنية المراهقة خيرية عبد الوهاب ترتب الأسرّة في المنزل حيث كانت تعمل كعاملة منزلية عندما وقع انفجار مدمر بسبب القصف المركّز.

وإذ أصابها الانفجار بالذعر، ركضت الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً لتنضم إلى حشود الفارين باتجاه الميناء في مسقط رأسها، بينما كانت تبحث طوال الوقت عن والدتها وإخوتها وأخواتها السبعة. وحاولت خيرية لثلاثة أيام أن تجد أسرتها.

وتقول، فيما تتذكر تلك اللحظة في أوائل نوفمبر/تشرين الثاني: "جلست مع غرباء أبحث بيأس عن أحد. كانت الهواتف النقالة خارج الخدمة، والشبكة معطلة، ولم يستطع أحد أن يعطيني أي بارقة أمل".

تم تحذيرها من أن البقاء في اليمن غير آمن. وتقول: "لم يكن أمامي أي خيار بديل، اضطررت للفرار إلى الصومال".

تلك الفتاة القاصر غير المصحوبة، واحدة من بين 168,000 شخص فروا من العنف في اليمن منذ مارس/آذار، حيث أدت أعوام من عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية والتوترات الطائفية، إلى اندلاع الحرب الأهلية. وذهب أكثر من 9,500 شخص من الفارين إلى أرض الصومال، وهي منطقة تتمتع بحكم ذاتي، وتقع على شاطئ خليج عدن.

معظم الفارين هم من الصوماليين والإثيوبيين الذين غادروا إفريقيا إلى اليمن، لكن القتال أجبرهم على العودة عبر البحار. ولكن، هنالك بينهم أكثر من 2,600 يمني، بمن فيهم 850 شخصاً على الأقل تسجلوا لدى المفوضية، وحدهم أو من دون أسرتهم المباشرة.

والكثيرون منهم أشخاص غير مصحوبين تعتبرهم المفوضية ضعفاء، وبينهم أطفال أصبحوا منفصلين عن عائلاتهم، مثل خيرية، ومسنون وأشخاص ذوو إعاقة ومرضى.

دفعت خيرية لمهرب 120 دولاراً أميركياً لينقلها في رحلة مدتها 24 ساعة عبر البحر إلى الساحل الصومالي. وما إن وصلت، حتى سرق لصوص أموالها القليلة وكل ما جمعته في حقيبتها الصغيرة. فوجدت نفسها متروكةً ووحيدة وخائفة، ولم تملك أي فكرة إلى أين تتجه.

في النهاية، وجدها أشخاص يمنيون ورافقوها إلى عاصمة المنطقة، هرغيسا. تفرض العادات رعاية الآخرين من عشيرتك، وتنقلت خيرية من أسرة يمنية إلى أُخرى، ولكنْ كل العائلات قلقت من تكاليف تبنيها بشكل دائم. وأخيراً، وصلت إلى منزل محمد أبو بكر الهندي.

ويقول الهندي البالغ من العمر 57 عاماً، وهو أيضاً لاجئ من اليمن، "قبل أن تأتي لتقيم معنا، سكنت مع أسرتين أخريين. تفرض تقاليدنا على العشيرة أن تدعم الضعفاء. ولكن نظراً إلى المصاعب الكبيرة التي تواجهنا، فكرنا أن أفضل وسيلة لمساعدة خيرية هو إبلاغ الوكالات الإنسانية بقضيتها".

تصرفت المفوضية فوراً، وسُجلت خيرية كلاجئة ونُقلت إلى منزل آمن مخصص للنساء فقط حيث خُصصت لها غرفة وقُدمت لها المشورة، والطعام والرعاية الصحية. وهي تشعر بالامتنان، لكنها مصابة بصدمة شديدة، ولم تستطع حتى الآن تتبع آثار والدتها وإخوتها وأخواتها.

وتقول خيرية: "أنا خائفة جداً من البقاء وحيدة، من المستقبل، من عدم معرفة ما حلَّ بأسرتي في اليمن. أعيش في ظلام تام، وأجهل ما سيحل بي لاحقاً. تعب جسدي وعيناي من البكاء المستمر وليالي الأرق. ما زلت شابة، لكنني أخشى أن تكون هذه الحرب قد دمرت حياتي تماماً".

وتقول المسؤولة عن شؤون الحماية التابعة للمفوضية في هرغيسا، ميريام آرتكر، بأن 60 حالة للاجئين قد يحتاجون إلى مساعدة إضافية، يُحالون أسبوعياً إلى المفوضية في أرض الصومال، لتقيَّم احتياجاتهم. ومنذ مارس/آذار 2015، تم تسجيل 33 حالة لأشخاص يعانون ظروفاً صحية خطيرة ويحتاجون إلى رعاية خاصة، وأفاد 29 شخصاً بأنهم كانوا ضحية العنف الجنسي أو العنف القائم على نوع الجنس، وكان هناك 80 شخص آخر، هم أطفال ومراهقون وصلوا دون ذويهم.

وتضيف آرتكر: "حتى مع شبكة من فرق الخدمات المجتمعية التي تحيل الحالات إلى المفوضية ومجموعة شركائنا المباشرين، ما زالت تفوتنا بعض الحالات، خصوصاً للأشخاص الذين لم يصلوا إلى المدن الساحلية الرئيسة حيث تقع مراكزنا للاستقبال".

وتتابع قائلةً: "هذا يعني أنه لم يتم إطلاعهم أبداً على الخدمات التي نقدمها، وهم بالتالي أكثر عرضة للمخاطر والضعف. متى أقاموا في المدن، يزداد تحديدهم صعوبةً بين جموع السكان اللاجئين في المناطق الحضرية".

وبالإضافة إلى اليمنيين، تستضيف أرض الصومال 9,000 لاجئ وطالب لجوء إثيوبي، و2,900 صومالي عادوا إلى ديارهم بعد أن فروا من بلادهم سابقاً، و84,000 نازح داخلياً. وجميعهم بحاجة إلى المساعدة المستدامة لإعادة بناء حياتهم والاستقرار في مجتمع يواجه في الأصل العديد من الصعوبات.

وتواصل المفوضية والشركاء دعم اللاجئين وطالبي اللجوء الضعفاء وتقدم لهم المساعدات النقدية الطارئة، والمساعدة القانونية والرعاية النفسية والاجتماعية وبرامج الرعاية الصحية لتسهل دمجهم في جموع السكان التي تستضيفهم، وحصولهم على وسائل كسب الرزق. وتقول آرتكر بأن الدعم المستمر لنداءات التمويل أمر ضروري للاستمرار بتقديم هذه المساعدات في عام 2016.

بقلم وليد خليفي في هرغيسا، أرض الصومال/الصومال