إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

عودة المزيد من اللاجئين السوريين من العراق إلى سوريا رغم الحرب

قصص

عودة المزيد من اللاجئين السوريين من العراق إلى سوريا رغم الحرب

غادر حوالي 25,000 لاجئ سوري إقليم كردستان العراق في العام الماضي عائدين إلى بلادهم التي تتآكلها الحرب، بعد أن أنهكتهم أعوام طويلة من الصعوبات خارج الوطن.
9 فبراير 2016 متوفر أيضاً باللغات:
56b84eae6.jpg
لاجئون سوريون في إقليم كردستان العراق يحملون أمتعتهم عائدين إلى بلادهم التي تتآكلها الحرب،على متن قارب عبر نهر دجلة.

فيشخابور، العراق، 8 فبراير/شباط (المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين)- تحت أشعة الشمس في يوم بارد، أخرجت نازو أوسي علي، البالغة من العمر 65 عاماً وابنتاها، حقائبهن المليئة بالأمتعة، من صندوق سيارة زرقاء، في تلك البلدة الواقعة في شمال غرب العراق، عند نهر دجلة.

فرت نازو منذ عشرة أشهر إلى العراق هرباً من القتال في سوريا ولكنها تحتاج الآن إلى العودة إلى بلدها الذي تتآكله الحرب لأسباب صحية، وتقول: "أنا أعاني من ارتفاع ضغط الدم، كما أنني أشعر بألم في أسناني وأريد استشارة طبيبي وطبيب الأسنان، والعلاج في العراق مكلف جداً."

نازو هي واحدة من عدد متزايد من اللاجئين السوريين الذين أنهكتهم الغربة التي طال أمدها والذين اتخذوا القرار الخطير بالعودة إلى سوريا حيث أودت خمسة أعوام من الصراع بحياة حوالي ربع مليون شخص.

وكانت نازو وابنتاها يقمن لدى ابنها وهو عامل بأجر يومي في إربيل، إقليم كردستان العراق، حيث المعيشة غالية، خصوصاً بالنسبة إلى اللاجئين الذين يعيشون في مناطق حضرية. وتقول نازو بأن علاجها في إربيل سيكلفها 2,000 دولار أميركي، مقابل 400 دولار أميركي فقط، ستسددها لطبيب الأسنان في بلدتها عامودا السورية.

ورافق صهر نازو الذي يقيم في دهوك، وهو لاجئ أيضاً، النساء إلى الحدود لمساعدتهن في تحميل أمتعتهن في القارب الذي سينقلهن إلى سوريا عبر نهر دجلة. ليس سعيداً بقرار نازو بالعودة، ويقول: "نحن قلقون على سلامتها، وعلى الرغم من سفر ابنتيها معها، فليس في سوريا مَن يعتني بهنّ، ولكنها لا تصغي إلينا."

ولكن قرار العودة إلى سوريا سيكلفهن الكثير؛ فقد طُلب من نازو وابنتيها الاجتماع بموظفي المفوضية لملء استمارات المغادرة وإعادة وثائق الإقامة والتسجيل قبل مغادرتهن. وبذلك، يكنّ قد تخلين عن مستندات طلب اللجوء الخاصة بهن في العراق، وقد يواجهن المصاعب ليعاد قبولهن إن رغبن في العودة ثانيةً.

وعلى الرغم من المخاطر الواضحة، غادر حوالي 25,000 سوري إقليم كردستان العراق في العام الماضي. وعاد غالبيتهم إلى بلادهم أو تابعوا طريقهم من هناك إلى أوروبا بحثاً عن حياة أفضل- وقد ذكر الكثيرون منهم المصاعب التي واجهوها في المنفى كسبب لذلك.

وقال مصطفى الحجاجي، مسؤول العودة إلى الوطن في المفوضية، الذي يعمل على الحدود مع العراق: "في ديسمبر/كانون الأول 2015، كان 86 في المئة من اللاجئين الذين عادوا إلى سوريا من أولئك الذين كانوا يقيمون خارج المخيمات، في المناطق الحضرية. بدلات الإيجار مرتفعة ويصعب إيجاد العمل، ويفقد الناس كل ما لديهم من مال."

ويقدر مسؤولو الأمم المتحدة أن يغادر العراق عدد أكبر بكثير من اللاجئين السوريين للعودة إلى سوريا أو للذهاب إلى بلدان أخرى في عام 2016. ولكن، نظراً إلى الوضع الأمني في الجهة الأخرى من الحدود، تحافظ المفوضية على سياسة عدم العودة إلى سوريا.

وتقول مسؤولة الحماية في المفوضية، آنا سكاتوني فيريرا: "نحن ندرك بأن اللاجئين قد يغادرون العراق بسبب نقص المساعدات. وتعمل المفوضية والجهات المانحة والمجتمع الإنساني بشكل جاد على تخطي فجوات التمويل، إلا أن الوضع الاقتصادي المتدهور في إقليم كردستان العراق يشكل عامل دفع كبير لعودة السوريين. وعلى ضوء ذلك، يتمثل واجبنا في ضمان عودة اللاجئين طوعاً وحصولهم على المعلومات الكافية وإدراكهم للمخاطر والنتائج."

ليست نازو متأكدة من مدى أمان تلك الخطوة ولكنها سعيدة بالعودة إلى عامودا، وتقول مبتسمة: "أنا متحمسة لذلك، فما من شيء أغلى من الوطن على قلب الإنسان."

بقلم كاثرين روبنسون في فيشخابور، العراق