إغلاق sites icon close
Search form

البحث عن موقع البلد

نبذة عن البلد

موقع البلد على الإنترنت

لاجئ ينفق مدخراته لتأسيس مدرسة للأطفال في مخيم للاجئين في أوغندا

بيانات صحفية

لاجئ ينفق مدخراته لتأسيس مدرسة للأطفال في مخيم للاجئين في أوغندا

بعد الفرار من الصراع في جنوب السودان، أنفق مدرس متفانٍ مدخراته لفتح مدرسة للأطفال اللاجئين في أوغندا.
13 أغسطس 2015
55cc76f26.jpg
تلاميذ من مدرسة ألاك يتوجهون إلى نقطة المياه للشرب، وهو روتين يومي يشكل استراحة مناسبة بعيداً عن الحرارة في شمال أوغندا.

لم يكتمل شروق الشمس على مخيم نيومانزي للاجئين في أوغندا بعد، ولكن ألاك البالغ من العمر 31 عاماً بدأ العمل بجد على وضع برنامج الدراسة لهذا اليوم. يعتبر أن التعليم يخلق إمكانيات جديدة، ويقول: "يمر جنوب السودان بحالة حرب منذ وقت طويل ونحتاج إلى تربية جيل الشباب الذي يشكل أساس المستقبل".

بعد مرور حوالي 17 شهراً على اندلاع أعمال العنف في جنوب السودان، أصبح مخيم اللاجئين هذا في شمال أوغندا مجتمعاً مكتظاً ومزدهراً. وألاك، الذي وصل في يوليو/تموز 2014، هو أحد المقيمين الكثر الذين ساعدوا في تحوّله. وبواسطة مدخراته، أنشأ مدرسة استقطبت أكثر من 500 طفل لاجئ.

يخبرني ألاك بينما نشق طريقنا إلى أحد الأكواخ الخشبية المظللة التي تستخدم اليوم كصفوفٍ قائلاً بأن "المعلّم هو الشخص الذي يفتح عينيكِ لتري ما يمكن أن تصبحي عليه. وأنا أعمل بجهد لتمهيد الطريق لهم كما أنني واثق من أن أحدهم سيصبح قائداً".

في الخارج، بدأ الأطفال اللاجئون من جنوب السودان، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و14 عاماً بالوصول، حاملين كراسٍ بلاستيكية زاهية الألوان على أكتافهم ليجلسوا عليها. يبدأون نهارهم بصلاة صباحية يأمل ألاك أن تشجعهم على العيش معاً بسلام. ويقول مبتسماً: "إنهم يرون أن حياة الصراع أدت إلى نزوحنا، وباتوا يعرفون أننا عندما نحب بعضنا البعض تسير الأمور على ما يرام".

وصل ألاك إلى مخيم نيومانزي ولم يكن يحمل سوى شهادته في التعليم التي حصل عليها في جنوب السودان ومبلغٍ من المال. وفي أقل من عام واحد، أثر على حياة مئات الأطفال ومدّهم بالأمل وقدم لهم مستقبلاً بينما يعيشون بعيداً على وطنهم.

ولكن في مخيم يعيش فيه 60,000 شخص يحتاجون إلى التعليم ولا يتخطى عمر 70 في المئة من الوافدين الجدد إليه الثامنة عشرة، بدأت مدرسة ألاك ترزح تحت الضغط. فقد أنفق القليل الذي تمكن من جمعه على المواد والبناء والآن، وبعد أن نفدت أمواله تقريباً، بات يتوجب عليه البحث عن وسائل لتوسيع الصفوف وشراء الكتب والاستعانة بمدرسين مدربين.

55cc75206.jpg
يستيقظ ألاك كل صباح عند الساعة السادسة صباحاً. وبعد الاستحمام، يقوم بترتيب سريره وإعداد برامج دروسه اليومية.

بدأ ألاك تعليمه عندما كان لاجئاً في مخيم كاكوما للاجئين في كينيا. ويقول إن التعليم أساسي في تربية جيل من الأشخاص المثقفين المتمتعين بالكفاءات ويقول أيضاً بأنه طريقة لمساعدة الأطفال على التعامل مع الرعب الذي عاشوه. يعطي الدروس باللغة الإنكليزية فقط، تماشياً مع المعايير في أوغندا، ولمنح الأطفال أساساً في اللغة التي يعتبر تعلمها هو الأهم منذ الصغر.

ويقول بينما يتجمع التلاميذ لحضور صف العلوم إن "الحرب تصيب الأطفال باضطرابات ذهنية. وإن أمنت لهم التعليم سيكبرون بعقل سليم."

في منتصف اليوم يأخذ الطلاب استراحتهم، ويصطفون بانتظام حاملين أكوابهم عند نقطة ضخ المياه. وبفرح، يشربون الكثير من المياه. يُعتبر شرب كميات كبيرة من المياه مهماً هنا مع وصول معدّل درجات الحرارة إلى 35 درجة مئوية تقريباً طوال العام. في السابق، واجه اللاجئون مشاكل في الوصول إلى المياه الجوفية واضطروا أحياناً إلى الوقوف في طوابير لساعات أو حتى لأيام لملء وعاء مياه واحد فقط. والآن، وبفضل الجهود المشتركة التي تبذلها المفوضية وشركاؤها، هناك ما يكفي من المياه للجميع.

وكان أفراد المجتمع الأوغندي المحلي أسخياء مع اللاجئين المقيمين في مخيم نيومانزي، ووفروا لهم الأرض مجاناً وشاركوهم مواردهم. ويعرف الكثيرون، من خبرتهم الشخصية، ما يعني أن يكون الشخص لاجئاً بما أنهم فروا إلى جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية في أواخر سبعينات القرن العشرين. ويقول ألاك : "أشعر بالارتياح لأن علاقة صداقة جيدة تربطنا. ويرحبون بنا كإخوة وأخوات".

بعد السماع عن مدرسة ألاك ، قدّم أحد مالكي العقارات المحليين واسمه بيتر كانيي قطعة أرض ليتم توسيع المدرسة. وبما أنه عمل كمدرس لأكثر من 20 عاماً وكان لاجئاً لستة أعوام، يرى كانيي قيمة كبيرة في تعليم اللاجئين. ويقول: "الأطفال هم أساس العائلة. وهم مفتاح كل شيء. وفي أوغندا شعارٌ يقول إنه يجب تعليم الأطفال لكي يتمكنوا من الاعتماد على ذاتهم في الحياة وتحقيق أهدافهم".

وبمساعدة من المجتمع المحلي ومن المفوضية وشركاؤها، ينتظر مدرسة ألاك مستقبل مشرق. وبالنسبة إلى ألاك ، فإن تعليم اللاجئين الشباب شغف وواجب. ويقول: "لا يمكنني الاحتفاظ بمعرفتي من دون أن أشاركها مع الآخرين".

بقلم لوسي بيك